بسم الله الرحمن الرحيم
الخــادم الصغير
- قصة قصيرة
دقت الساعة لميلاد يوم جديد .. و أنا ما زلت في غفوة من واقعي .. حب الحياة لم يكون يوما شغفي ... أتذكر و شريط حياتي منذ الطفولة يمر أمام عيني .... مليئة هي حياتي بالصراخ و الآلام ... بالهموم و الأحزان ..و إن دق الفرح بابي رقصت علي أنغام شريط حياتي ..
و الآن وددت أن أروي لكم حادثة صغيرة مررت بها ...
كنت اعمل عند مختار الحارة احضر له الشاي و الطعام و بلا خجل كنت خادما ... في ذات يوم انقطعت المياه عن الحارة فأعطتني زوجة رئيس الحارة زير الماء كي أنظفه و أملأه من الحارة المجاورة و قالت لابنها حامد كي يذهب معي ... حملت الزير علي كتفي ومشيت به ... "آخ لقد تعبت كثيرا ما أثقل هاد الزير لماذا تركتني يا أبي ألست مثل حامد فتى مثله أريد أن ألعب أن أعيش حياتي في آمان وحب وحنان آآه يا أبي لما تركتني؟! " حتى نزلت دموعي فحاولت أن أكفكفها فرأها حامد ابن المختار التي يؤانسني طريقي ... أوقفني و قال أنا لست بأفضل منك أنا مختار الحارة و الماء سوف الذي سوف تحضره هو لبيتنا وسأساعدك في حمل الزير ...فأخذه مني وصرنا نتناوب على حمله حتى وصلنا إلي الحارة المجاورة ... وقفت أمام حنفية الماء الغليظة ... شمرت عن ساعدي .. ثم غسلت الزير و أملأته ... ثم نظرت إلي حامد فوجدته يمازح أولاد الحارة المجاورة فقلت في نفسي لما لا أذهب لألعب وألهو معهم... فذهبت و لعبنا كثيرا حتى غربت الشمس ... ثم ذكرت حامد بالزير .. ففرح و قال بصراخ الزير امتلأ و فجأة ... ملامح الخوف و القلق بدت عليه ... وقال ماذا سأقول لأبي .. و أنا كذلك كنت مرعوبا للتأخير ... و لكن حملت الزير و مشينا خطوات سريعة إلا أن شعرت بالتعب الشديد فأوقفني و قال لي : هل ترغب بلعبة الزير ؟ كنت متعبا كثيرا لكن بحاجة إلي اللعب التي افتقدته فوافقته اللعب ... قال لي : من يستطيع أن يدخل جسمه في هذا الزير ؟ ضحكت و لم اهتم لكلامه لأن الزير صغير و ذا فم ضيق ... و شعرت بأنه يمزح معي ... فقال لي : لنبدأ اللعبة ... رفضت و قلت كيف احد يستطيع الدخول في الزير ذو الفوهة الضيقة .... قال : أتراهن أن ادخل الزير ... وافقته و كنت انتظر لأري كيف سيدخل في الزير ... أخد يطوي نفسه و يلف ذراعيه بقدميه يتمرغ بالتراب و يضحك ... يقول بصوت عالي أنا ابن مختار الحارة أمي السمكة و أبي الحوت ... شجعني علي أن اصفق له ... جو مليئ بالثارة ... ادخل في البداية ساقه اليميني ثم اليسرى ... خلع قميصه ... رفع يديه إلي الأعلى و انزلق ببطنه ... استطاع أن يسحل إلي أسفل من الجهة اليمني ... و جاهد كي يتمكن من إدخال كتفيه الأيسر ... غاص رأسه حتى منتصف فوهة الزير ... كنت انظر مذهولا لما يفعله و كأنه ساحر .... و هتف فجأة ... بكلماته أنا ابن مختار الحارة أمي السمكة و ابي الحوت ... هتفت له و صفقت كثيرا و أقنعني بان افعل متله ... فأخذت أحاول و أحاول حتى صرت في الزير وعلي وجهي ملامح السعادة و الفرح الشديد لأنني العب ... و فجأة وأنا في أحلى لحظات فرحي رأيته .. رأيت مختار الحارة قادما و بيده عصا غليظة ... نظرت جهة حامد فلم أجده فحاولت الخروج ولكني لم افلح ... وهو يقترب مني بعصاه الغليظة و عيونه مليئة بالشر ... يقترب و يقترب ... حتى وصل عندي ... يتنفس بشكل مخيف ... صرخ في وجهي قائلا ... ماذا تفعل يا ابن الكلب ؟ كنت ضعيفا مثل عصفور تطبق عليه فخ ... اخرج و إلا سأكسر راسك ... أحاول الخروج و لكن بخوف شديد إلا إني قد حررت نفسي من الزير .. لكن الفخار كشط جلدي و تدفق الدم من كتفي و سائر جسمي ... قلت بصوت مخنوق السماح .... فرفع الزير بيديه الكبيرتان و وضعه علي كتفي التي ينزف دما و أخد يسوق بي و كأ ني حمار ... حتى وصلت إلي المنزل ... ينظر لي بعيناه المليئتان بالحقد و الشر ... لم اعرف ماذا سيحصل لي ... نظرت كي أرى ابنه .. وجدته يلعب بدراجته و كأنه لم يكن معي ... حينها أدركت جيدا أنه لو كان أبي مختار الحارة هل سأكون أنا الخادم؟؟ ... و ها أنا انتظر حتى لحظة المسامحة ... هل لي حق بها أم
لا تصلح لي لأنني الخادم الصغير و لكني بالنهاية أنا و مختار الحارة يطلق علينا اسم إنسان .