* * وعود المواصي * *
موعد , لرحلة في المواصي
و لعلك تدري ما المواصي
او لعلك ما تدري ما المواصي ......
صوت هَدهداتِ البحرِ ونسيمه ..
حَفيفُ شجرِ الليمون وعبيره ...
شمسُ فِلسطينَ على رأس عمتنا النخله
تسلل ضوءها بين جريد النخل بعضه ...
وبحياء تتسلل ندفات شعاع منكسر الخاطر بعضه الآخر ...
من بين جريد نخل العريشة يتسلل مطلا
ضوء الشمس في المواصي كأنه ..
كأنه .. التماع شعاع من عيني طل وأختها بدري ترافقها
بلطف الطّلِ "طَلٌ" تُطِل
وبلطف ضوء القمر "بدري" تُطِل
* * * * * * *
فإذا أنت أرسلت لربك الصلاة الوسطى
لامستك وداعَبتْ ظلالُ الرمان واخواته خصلة غرتك المحجلةُ
المبللة بماء وضوئك الطهور من جوف الأرض المباركة ..
وأي ماءٍ طهور ..!
ماءٌ نَبَعَ في المواصي فريدا فجعلها على شاطئ المتوسط متفردة ..!
مَعِينا نَبَعَ ماؤها غير ذي عُمق بعيد عن مواطئ القدمين في الرملِ البارد بلطف ،
تحت قدمي عبد الله المسيح بن مريم وأمه جَرَى..!
حين فرت به من جور الحكام مهاجرين في طريق أرض مصر.
قد استظل المواصي فأظلته .. واستسقاها فسقته .. واستطعمها فأطعمته..
لا يقطينا بلونين .. ورطبا وبلحا بلونين .. ومن الفلفل لونين .. فحسب ،
ولا بطيخا وشماما وفواكه نَعُبّها عَبّا ،
بل جَماما وفِرّا (سِمّانا) ..
وطيراً .. لحمه كما تأمرون ..
وأرانب أَرْكاضا ..
في حَنيذِ برميل .. ونحن بك جلوسٌ ..
فالأهل يروغون .. فإذا هو قد جيء به ،
بخُبز القرص غميسك ،
او بالزيت والعجر من الأحمر البارد والاخضر الحار مُكثرين ..
يُفَلْفِلُنا الحار منه ، وتطمطم بارداته حر أخاها
فَنَفِتّ لك فَتّا .
من الزيتون زيتا.. نَغُبّ فيه غمسا ..
بثلاث اصابع سُنّة وأحيانا بخمسا!
خضارُ وفاكهةٌ ولحمٌ مُحَلّلٌ باسم الله المُقِيتِ مُذَكّى .
وشَيُ لحمٍ ميتةٍ نذكر اسم الله عليه عند الأكل غيرَ مُذَكّى ..!
قد أحل لنا الرحمن الكريم بعض الميتة سَعة ...
فالأصل في الحياة الماءُ..
والأصل في سطح الكوكب الماء ..
فالأصل في الأشياء الإباحة ..
حتى يحبسك حابسٌ فَمَحِلّكَ حيثُ يحبسك الحابس عن حِلّكَ بالدليل.
* * * * * * *
ما أغفلتُ لكني أغلفت عن ليل المواصي
وسمر المواصي ..
ليتك تدري
ولعلك تدري ما سمر المواصي !!
وما السمر في المواصي ..!
وما .. بعد السمر ..
قرب السحر..
فإذا غلب الكرى كل الجفون
فهدأت من الأنام العيون
و غارت النجوم ..
في سحر الليالي ...
قام سوادك !
ناخسا شيطانك..!
هاتفا بصوتٍ خافتٍ لمن بِقُرْبك
وهو مَنْ إليك مِنْ وريدك أدنى .
في جوف ثلث الليل الآخر ...
مناديا وحدك ..
مناجيا الرب إلهك وحده :
اللهم لا اله إلا أنت الحي القيوم ..
دارجا من حال إلى حال في سلام حتى مطلع الفجر.....
إذ تَحُفّك المرافّقة من ملائكة الإصباح ...
والمزقزقات والمغردات المسبحات الخامصات
ما عاد لوصف الشروق وتنفس الصبح في المواصي سعة و مُتّسَعْ
* * * * * * *
ولكنت عندها أحدثكم ..
عن روعة الرمال في المواصي ..
وعن شاطيء بحر القرارة.
فقد جعل العبادلة لِقّرارةِ المدحى البَكّيّةِ بَحْرا!
لم نتحدث عن رقَصات قطرات موج البحر .......
يدفعها الموج من غرب ..
ويحتضنها ضوء الصباح من الشرق
ناشرا أجنحة سبعة أطيافٍ مُلونةٍ
يقَاسِمُ قطرات البحر المتقافزة لأحضانه الرّقْصَة...
لم نتحدث عن رمال المواصي...
مرآها ومَلمَسُها في نهار الشتاء..
وملمسمها الحريري ليلا في الصيف
فكيف بالربيع ...!!
بل كيف بالخريف وكأنه يرنوا بشوق ووعود..!
يا للمواصي!!!
* * * * * * *
إنها غزة إنها فلسطين إنها الأرض المباركة .
لم احترم في عدونا إلا انه يشاركنا انبهاره بسحر أرضنا !!!
ولهذه الشراكة بالذات أمقتهم وكل من تولاهم.
إنها مفخرتنا حقا ..
فأهلا بكم ... أهلا ... وأهلا...
* * * * * * *
ابو عثمان العبادله